مالوش كتالوج

مالوش كتالوج
جنن مخابرات العالم. وجنن الكثير ممن حكموه. وحتى جنن بعضه لما حد ما يفهمش او يعمل حاجه تهينه او تقلل من شأن البلد … يبقى هايروح ورا الشمس من الترقية اللي هاتهريه. ولما ما يلاقيش حاجه يهري فيها يبتدي يتريق على نفسه ويبدع في الترقية.
وفعلاً الشعب المصري مالوش كاتالوج. كل ما تفتكر انك فهمته ، يعمل حاجه تانيه خالص غير اللي تتوقعه. حتى في نوعيات من المصريين نفسهم لم يفهموه. الإخوان لم يفهموا الشعب المصري وتعاملوا معه بحسب نصائح المخابرات الأجنبية اللي تمكنت من نصحهم حتى لفظهم الشعب المصري تماماً.
بنقول عليه مالوش كتالوج لانه له صفات كثيره متناقضة ولا يمكن التكهن بمتى تظهر اي صفة منهم. يعنى شعب محب جداً وعاطفي جداً وممكن لو لمست قلبه يعطيك كل ما عنده. لكنه لديه ذكاء فطري كجزء من تركيبة چيناته المصرية الأصيلة ويمكنه اكتشاف المزيف بسهوله جداً. ولو حاول هذا المزيف ان يستدر عطفة ليستغله يقوم برد الفعل الغير متوقع اطلاقاً وهو الغضب والفضيحة. لانه كما هو عطاء على الملاء لا يداري غضبه ايضاً.
شعب محب للحياة ولكل ما هو جميل فيها وكل ما يعطيه البهجة والاستمتاع. له مزاج عالى، يحب فنجان القهوة الصباحي يشربه بمزاج، ويحب الشاي طول النهار. يحب في أوقات معينه يناجي ربه على انفراد. ويحب في أوقات أخرى لمة العيلة والأصدقاء والضحك والغناء والفرفشة. يحب الأكل ويحب الرقص. يحب الضحك على النكت ويحب يعيط في الأفلام والمسلسلات. يحب يشتكي وخصوصاً من مصر بس حد تاني يقول عيها كلمه واحده مش حلوه يلا السلامة. شعب كياد، يموت في غيظ اعدائه وحتى ساعات حبايبه. شعب حمول وراضي بما قسم له. شعب وطني وبطولاته وفدائه يكتب عنها ملاحم. شعب عطاء يقاسمك لقمته حتى لو أنت غريب. وبه صفات اكثر من كده مئات المرات وصدق من قال مصر فيها كل حاجه وعكسها.
جاءت كورونا تحد من استمتاعه بالحياة بطريقته الخاصة وهي لمة الأصدقاء او حتى مجرد “الفرفطه” بالتمشي في الشارع. “الخروج بره” علشان “الخنقة”. لكن كورونا خنقته اكثر. وحاول بكل الطرق يتحايل على الكلام ده. والرابط التالي كليب يوضح كل محاولات الشعب ده للتحايل على البقاء في البيت، وردود افعاله بالنسبة للحبس في البيت وكيفية التحايل على الاجراءات الاحترازية.

وطبعاً هذا الكليب بيصور كل اللي بيحصل لكن بالنمط المصري الأصيل من التريقه على أنفسنا وتصرفاتنا الصبيانية.
في ناس تانيه بتحاول تتعايش مع القعدة في البيت بطرق أخرى. في مجموعة شعروا ان وحدة تواجدهم في البيت ممكن تخفيفها بالظهور في فيديوهات يسجلوها ويعرضوها على فيسبوك. كم هذه الفيديوهات فوق الخيال في الفترة اللي فاتت. وأغلبها حتى الان كان بيتصل بموضوع الساعة وهو كورونا. فنجد من يسرد بالتفصيل نظريته لما هو سر كورونا وكيفيه التعامل معه واصله وفصله وأنه هو اللي عنده الدواء من الداء. وآخر يحكي واكيد بردو بالتفصيل كل النظريات العلمية الخاصة بكورونا. وأخر يصف أنواع الأكل الذي يتلاءم مع أيام كورونا – والحقيقه لسه لم يسمي أكله اسمها كورونا لكن منتظر تظهر دكاكين اسمها كورونا ويمكن كمان رقصة اسمها كورونا. غير الستات المحموقه علينا وتقول لينا نعمل ايه وما نعملش ايه، والستات اللي تطلع تقول للستات الأولانيه تعمل ايه وما تعملش ايه. لكن الحقيقه مش كله نكد. في فرفشه بردو

وطبعاً بما ان جزء كبير من الشعب المصري له قرابة وطيده ب”أبو لمعة” فنجد ان ما تخصصوا فيه هو ترويج الروايات التي مليئة بالتفاصيل وحتى فيديوهات وصور لتبرهن على صدق هذه الرواية. وكانت رواية ان كورونا دي خدعة ولا فيروس ولا حاجه، ده غاز السارين، قد فاقت الكل. ليس لأي شئ غير لافتقارها لأساس معلوماتي يجهله عدد كبير من المصريين عن الفرق بين فيروس ينتقل بالعدوى من إنسان لاخر وغاز لا يصيب احد غير اصابة مباشر ولا يمكن ان يعدي. ولكن في هذه الرواية استخدم فيها كل أدوات الخداع، من ترجمة مؤلفة بدقة لخطاب القاه الرئيس الصيني باللغة الصينية (وكانت هذه حيلة استخدمت من قبل في خطاب لنتنياهو ومؤخراً في خطاب لمركيل) وزعم فيه انه يقول انه غاز السارين وحكاية طويله دخلت فيها أفغانستان وحتى قطار في امريكا، وهذا الفيديو يفند هذه الأقاويل.
وطبعاً من اهم الأعمال التى نقوم بها عندما نضطر للقعدة في البيت هى الأكل، ثم الأكل ، ثم الأكل. وطبعاً طلع على الكلام ده ما يظهر عواقبه. بعد أسبوع في البيت
وطبعاً عدد النكت لا يحصى ولا يعد. ولكن اهم حاجه اتعلمها المصريين بطريقة عملية اننا كلنا فعلاً في مركب واحدة وتصرفات كل واحد منا بتأثر فينا كلنا. لاننا كلنا اجزاء من شعب واحد، من وطن واحد. لما صباعك الصغير بيوجعك كل جسمك بيحس بيه. لما بتقلق جسمك كله بيوجع. كل حته، كبيره او صغيره من الوطن بنحس بيها كلنا. احنا كيان واحد وتصرف كل واحد منا بيأثر على حياة الباقي. ايوه كل واحد منا مهم وكل واحد منا يفرق لان كل واحد منا هو جزء من مصر.
اكثر ما اعجبنى كانت هذه المبادرة من ناس في إسكندرية ومحاولة رفع معنويات كل الناس المحبوسة. فكره جميله اخرجت الجميع الى البلكونات وشاركوا في هذا المهرجان الذي رفع من الروح المعنوية وقرب من الناس معنوياً دون القرب الجسدي وبذلك شعروا بالمشاعر المشتركة دون المخاطره بنقل العدوى. وهذه هى عبقرية المصريين.
حب مصر والمصريين وحب المصريين لمصر هو الذي سينقذها ويطلعها من هذه التجربة أقوى وموحده اكثر. عرفنا معنى العمل الجماعي وعرفنا مدي قوته وأننا بالتصاقنا ببعض وكل واحد فينا له دور كبير او صغير، ممكن نطلع مصر من احلك الأوقات وننقذها من الهلاك. الدول الكبيرة حولنا في العالم تنهار لانهم يتعاملوا من منطلق الأنانية وحب المال، لكن المصريين يحبون بعضهم البعض وهذا هو ما سينقذ مصر. ❤️??❤️

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط